شهادة الزور وكتمان الشهاده

ضياع الحقوق بين شهود الزور وكاتمي الشهادة

  • ضياع الحقوق بين شهود الزور وكاتمي الشهادة

اخرى قبل 5 سنة

ضياع الحقوق بين شهود الزور وكاتمي الشهادة

صارت "شهادة الزور" مهنة صنف المرتزقة، بالرغم ما تلحقه من أضرار بالأبرياء وضياع للمصالح، وببعض المال يبيع هؤلاء ذممهم لمن يدفع أكثر من خلال "سماسرة" قد يكونوا موظفين بتلك المصالح، أوشهود زور مثلهم ارتقوا إلى مرتبة البحث عن الضحايا.

طمس الحقيقة

لا أحد ينازع في كون "شهادة الزور" طمس للحقيقة، وظلم لصاحب الحق، بل فساد أخلاقي صار يعصف بالمجتمع، وفي هذا الإطار يعتبر إبراهيم الحمداوي، أستاذ علم الإجتماع بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، شهادة الزور ظاهرة من الظواهر التي انتشرت أخيرا بالمجتمع، لاعتبارات متعددة، وما يحكم المنحرفين و المجرمين-يقول الحمداوي- (يحكم) هؤلاء، على اعتبار أن الأمر مرتبط بخلل مجتمعي، حيث صار الهاجس المادي، والحصول على المال بدون تعب ثقافة يؤمن بها البعض.

وأضاف الحمداوي في تصريح لـ"التجديد"، أن انعدام المبادئ و القيم الأخلاقية، وانعدام الحس الإنساني مؤثر سيء لامتهان مثل هذه المهن(شهادة الزور)، حيث صار كل شيئ قابل للبيع و الشراء حتى الذمم مقابل التغاضي عن آلام الآخرين الذين تضيع حقوقهم بسبب شهادة مزورة أوكتمان الحقيقة لأسباب مهما كانت حدتها تبدو ضعيفة أمام ضياع الحقوق.

خسارة الدنيا و الآخرة

مهما تنوعت الأسباب فشاهد الزور، وكاتم الشهادة وهو متيقن من الحق يخسر الدنيا والآخرة، -يؤكد- عبد السلام الازعر، عضو المجلس العلمي لتمارة الصخيرات، مضيفا لـ"التجديد" أن الله تعالى وصف عباده في كتابه العزيز بأوصاف الفضيلة، ومن هذه الأوصاف "والذين لا يشهدون الزور" الفرقان 72، أي لا يشهدون شهادة الزور، فعباد الرحمان لا يورطون أنفسهم في هذه الكبيرة، التي هي من أكبر الكبائر، كما روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ألا أنبؤكم بأكبر الكبائر؟" (ثلاثا) قلنا بلى يا رسول الله قال؛ الإشراك بالله وعقوق الوالدين"، وكان متكئا فجلس -دلالة على أهمية ما يقول، "ألا وقول الزور وشهادة الزور"، فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت. فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكرر بعض الأمور لعظم خطرها، ولينبه القلوب والعقول إليها، ولذلك فالمسلم يجب أن لا يقول زورا ولا يشهد زورا، وكان رسول الله "ص" يقول أيضا "عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله(ثلاثا)، ثم يقرأ "فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين"(رواه أبو داود و الترمذي وأبو ماجة)، وشدد المتحدث نفسه على أن شهادة الزور عدلت بالإشراك بالله لما وراءها من تضييع الحقوق ومن تأريث نار الخصومات بين الناس، ومن أن يأكل القوي الضعيف، ويشتري بعض الناس الضمائر الميتة بأموالهم حتى يأتوا ليشهدوا بالباطل، ويضيعوا الحق.

"ولا تكتموا الشهادة"

من جهة أخرى، أكد عبد السلام الازعر أن عباد الرحمان لا يشهدون زورا، وإذا شهدوا شهدوا بالحق، ولو كان ذلك على أنفسهم أو أقرب الناس إليهم، كما لايمنعهم بعد البعيد، ولا عداوة العدو أن يشهدوا له بالحق لعلمهم بقول الله عز وجل"ياأيها الذين آنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"المائدة 8.لكن هناك نوع من الناس،-يضيف المتحدث نفسه-لا يشهدون الزور، ولكنهم يكتمون الشهادة رغم ما يسفر عن ذلك من إضاعة الحقوق، انتصار الباطل، ضياع الدين، وضياع الدنيا معا، ولذلك حرم الله كتمان الشهادة فقال:"ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعلمون عليم" البقرة 283.

وهذا يدل قطعا -حسب الازعر-على أن كتمان الشهادة من الكبائر التي لا تقل إثما عن شهادة الزور، فبشهادة الزور وكتمان الشهادة كم من الحقوق ضيعت، وكم من حرمات انتهكت، وكم من أعراض أهينت، وكم من الناس قيدوا ألسنتهم فلم يقولوا الحق، بالرغم من أن الحق مطلوب منهم، وبشهادتهم الزور أوكتمانهم الشهادة ضاع الحق، علما أن شهادة الحق هي التي تعلي كلمة الحق في الأرض بشهادة عباد الرحمان الذين لايبالون بما يصيبهم في سبيل الله، لايخافون لومة لائم، هم يعلمون أن ما يخاف الناس عليه لايصدهم عن شهادة الحق أو كتمان الشهادة بالحق.

 

 

التعليقات على خبر: ضياع الحقوق بين شهود الزور وكاتمي الشهادة

حمل التطبيق الأن